لقد
مللت يا جماعة أريد الذهاب.
|
الممثل
:
|
ها
نحن نتسلى إلى أن يعود الحارس.
|
الممثل
:
|
اللعنة
على الحارس وعلى المسرحية وعلى
اليوم الذي وافقت على العمل فيه
معكم... لدي ارتباط في التلفزيون يا
جماعة سأطرد من دوري.
|
الممثل
:
|
ولم
جئت للعمل معنا في المسرح.
|
الممثل
:
|
يا
أخي دودة... مازال البعض يقرأ في
أذني... الفن أبو الفنون... المثل
الحقيقي لا يخرج إلا من المسرح...
|
الممثل
:
|
وأنا
قالوا لي نفس الشيء... وانظر اليوم
سأنام في الشارع... ماذا سأقول لأهلي
يا ويلي...
|
الممثلة:
|
قولي
لهم كنت أصور مشهد في التلفزيون "يضحكون..."
|
الممثل
:
|
يا
أخي القضية ليست في المسرح...
المشكلة في الإدارة والإنتاج... لو
حصل الممثل على ما يسد رمقه في
المسرح فسوف لن يهرب من المسرح بل
يعمل ويبدع.
|
الممثل
:
|
ولا
تنسوا المواضيع... معظم مسرحيتنا
مترجمة وغريبة.
|
الممثلة
:
|
ليكن
النص مترجماً ولكن على الأقل لتكن
النصوص قريبة منا كبشر نعيش في هذه
المنطقة من العالم... من يكتب عنا...
من يتحدث عنا... انظروا إلى الصالة...
كل إنسان يحمل قصة وألم
يفوق ألم هملت وعطيل وكاليغولا...
|
الممثلة
:
|
وإذن
ما الحل؟
|
الممثل
:
|
الحل
أن نحطم الباب ونذهب
إلى بيوتنا لننام ونحلم بغد
مشرق...
"ضحك
عام"
|
الممثلة
:
|
أيها
الصديق أريد كأساً من الماء...
|
الممثل
:
|
بكل
سرور.
"
يقدم له كأس، يشرب، يتردد حول طعمه،
يعيد الكره... يشرب الكأس كاملة...
يتألم.. يصرخ، والممثلين
يتجمعون حول"
|
الممثل
:
|
ماذا
أعطيتني.
|
الممثل
:
|
زرنيخ
|
الممثل
:
|
ولكنني
طلبت ماء... ماء يا...
|
الممثل
:
|
ولكنني
ظننت أنك طلبت زرنيخ... أرجو عفوك يا
صديقي.
|
الممثل
:
|
أتدرك
ما الذي فعلته أيها الغبي... إنني
أموت.
|
الممثل
:
|
أنا
آسف... آسف للغاية... يا جماعة لقد
أخطأت لم اسمع بشكل جيد... ظننته
يطلب الزرنيخ.
|
الممثل
:
|
لقد
قلت ماء... ماء بوضوح... هل تفهم...
|
الممثل
:
|
فهمت...
أنا آسف... أنا أعتذر لك غاية الأسف
|
الممثل
:
|
"يحتضر
يموت، يموت المجموع"
|
وهذا
يمكن للإنسان أن يموت بشكل مجاني.
|
الممثل
:
|
هذا
سخف... الإنسان في المسرح يموت بشكل
مجاني... وكذلك في الحياة... دعونا
نكون رحماء أكثر من الحياة فنجمع
موت الإنسان كارثة المسرح... لعلنا
نخلق شعوراً لدى الآخرين بقدسية
الحياة... الحياة معجزة... وليست لعبة
يا شباب.
|
الممثل
:
|
الحياة
معجزة... انظر سأقدم لك حكاية كتبها
أحد المؤلفين بثلاث فصول والثلاث
فصول يحتوي 75 مشهد عدد الممثلين
فيها يتجاوز الـ25 ممثل... يمكن شطب
الفصل الأول... والفصل الثاني أما
الفصل الثالث فيمكن شطب جميع
مشاهده باستثناء المشهد الأخير.
كما يمكن شطب جميع شخصيات المسرحية
باستثناء الشخصية الرئيسية وهي
شخصية السيد سعيد المشهد الأخير
يجري كالتالي...
|
الممثل
:
|
"تجري
الاستعدادات لمشهد وبحسب الوصف"
|
موسيقا
حزينة... غرفة المكتب... السيد سعيد
يروح ويجيء بقلق... يرفع
رأسه ويقول
|
اللعنة...
لقد استغرقت هذه اللعبة زمناً
طويلاً... كلام الناس... فضيحة... إنها
فضيحة أخلاقية حقاً... ولكن لم أعد
أحتمل هذه الكارثة... ابنتي هربت
لتتزوج شاب من غير ملة... تحبه... ماذا
أفعل... عليَّ أن أضع حداً لهذا... "يخرج
مسدسه ويطلق النار على رأسه"
"تصفيق"
|
الممثل
:
|
هذه
قصة حياة طويلة... يمكن اختصارها
مسرحياً... وبالتالي لا حاجة إلى دلع
وفلسفة الكتاب... يجلسون في الفنادق
الدرجة الأولى لا اصطياد الأفكار...
وأي أفكار البعيدة والغريبة عنا...
الحقيقة تنمو هنا في المسرح...
المؤلف الحقيقي يجب أن يكتب هنا لأن
المسرح صورة حقيقية للشارع والبيت
بكل سخونته وطزاجته وعفونته...
|
الممثلة
:
|
ولكن
يا جماعة تحدثتم قدسية الحياة...
ولكن جعلتم شخصية السيد سعيد ينتحر
هكذا وبلا مبالاة.
|
الممثل
:
|
لا
تنسى أننا اختصرنا ثلاثة فصول
تقريباً... لنؤكد أهمية الاختصار
بدل الثرثرة ليس لدينا وقت لقصص
العجائز بواقعيتها الرثة والتي
تأخذ زمناً طويلاً لتقول أشياء
نعيشها بشكل يومي... بديهيات يعرفها
أي كائن بشري المهم الذروة...
|
الممثلة
:
|
وأنا
أعتقد أن الذروة دائماً تتجسد
بالموت...
|
الممثل
:
|
يا
شباب ستحولون ليلتنا هذه إلى
أحاديث في الموت وبعد قليل سننتقل
إلى الحديث عن الأرواح والأبراج
والأحلام... الحياة طرفة... ويمكن أن
يموت الإنسان مخلفاً ضحكة وراءه...
|
الممثلة
:
|
كيف
ذلك.
|
الممثلة
:
|
انظر
"يدخل
اثنان"
|
الممثلة
:
|
هل
سمعت الخير؟
|
الأول
:
|
أي
خبر؟
|
الثاني
:
|
عبد...
عبد مات.
|
الأول
:
|
مات
عبد؟
|
الثاني
:
|
نعم
مات عبد؟
|
الأول
:
|
لا
حول ولا قوة إلا بالله... ولكن لا يهم
فالناصر حي.
|
الثاني
:
|
الناصر
حي؟ لا...
|
الأول
:
|
كيف
ألا يزال الناصر على قيد الحياة؟
|
الثاني
:
|
الناصر
مات!
|
الأول
:
|
مثل
عبد؟
|
الثاني
:
|
نعم
مثل عبد!
|
االأول:
|
بيوم
واحد؟
|
الثاني
:
|
بالضبط
بيوم واحد...
|
الأول
:
|
لا
أصدق ذلك.
|
الثاني
:
|
ستسمع
بالخبر وستصدق.
|
الأول
:
|
عبد
والناصر ... لا اصدق.
|
الثاني
:
|
ولم
لا تصدق.
|
الأول
:
|
هل
يعقل أن يقدما على الموت معاً؟
|
الثاني
:
|
ولكن
عبد الناصر شخص واحد؟
|
الأول
:
|
عبد
والناصر شخص واحد ؟ لا أصدق.
|
الثاني
:
|
يا
أخي صدق... عبد الناصر شخص واحد.
|
الأول:
|
لم
أكن أتوقع ذلك... لم أعرف بذلك... لم
يخبرني أحد أن عبد الناصر شخصاً
واحداً.
|
الثاني:
|
وإذن
ما الذي كنت تتوقعه.
|
الأول:
|
كنت
أتوقع أن عبد شخص والناصر شخص آخر
وإنهما يمكن أن يموتا ولكن الواحد
تلو الأخر... ولكن الخبر الأهم من
هذا أن عبد الله مات... عبد الله
أتعرفه...
|
الثاني:
|
عبد
مات؟
|
الأول
:
|
نعم.
|
الثاني:
|
والله.
|
الأول:
|
استغفر
الله
"يخرجون
اثر صفير وهمس الممثلين بكلم... اش...
أشـ"
|
الثاني
:
|
-مشهدين
هو-
|